Admin
Admin
المساهمات : 287
تاريخ التسجيل : 31/07/2009
 |  موضوع: عيد البحر بالمهدية  الأحد نوفمبر 15, 2009 2:24 am | |
| للبحر علاقاته اليومية مع نسبة كبيرة من التونسيين، وله مواعيده الموسمية مع هذا الشعب المفتوح على الضفاف الأخرى منذ البدء، للبحر أوقاته المحبّذة التي يصفو خلالها ويستضيفنا فرادى وجماعات، يمنّ علينا بزرقته ويضمّنا في حضنه المائي، ويتغمّدني بالفرح والإنشراح، للبحر أعياده المشرقة، وله سهراته المضاءة بالقمر والنجوم.
«عيد البحر» بالمهدية، الذي أمسى قبلة للقاصي والداني ومحطة استشفائية للروح تتخفّف فيها من أحمال كثيرة، وتمحو كذلك أحزانا وهموما، هي نتاج حياتنا العصرية الموسومة بالضغط اليومي، وكثافة الالتزامات وبالركض خلف أحلام تتحقق تارة، وأوهام تتلاشى تارة أخرى، وهكذا يجد سكان المهدية وضيوفها من تونسيين وأجانب متنفسا لهم في هذا العيد الفني الثقافي الذي يزداد تألقا واتساعا سنة اثر أخرى، وينفتح باطراد ملحوظ على أنشطة علمية وسياحية وأدبية وفكرية، اضافة الى طبقه الرئيسي وأعني السهرات الفنية التي يحتضنها شاطئ المهدية، وقد نجح الساهرون على تنظيمه في تحقيق استمراريته وفي استقطاب مختلف الشرائح الاجتماعية التونسية، الى جانب عديد الجنسيات الأجنبية التي أصبحت تعدّل مواعيد زيارتها الى تونس «حسب التوقيت المحلي لعيد البحر».
لذلك يرى عديد المتابعين لهذا المهرجان الذي يبلغ هذه السنة دورته الخامسة عشرة، ضرورة وحتميّة انفتاحه على فضائه المتوسطي، فقد كبر بما فيه الكفاية وصار لهيئته المديرة الخبرة اللازمة في التنظيم والاعداد والتأطير، وليس صعبا عليها أن تضيف أركانا وفقرات أخرى متوسطية (وفود وفرق موسيقية ومسرحية أوروبية وعالمية.. لم لا؟)، وذلك تكريسا لانفتاح هذا الشعب العريق على فضائه المتوسطي ثقافة وحوارا وتواصلا، فليس غريبا عن أحفاد الفاطميين التوغل في هذا الطموح الشرعي، علما أنّ في برنامج هذه الدورة عديد الأنشطة الثقافية والسياحية والحفلات الموسيقية والفنية، ولعلّ من أهمها سهرة المبدع والغنّاي البدوي بلقاسم بوقنّة الذي سيحلّ ضيفا على المهدية يوم الجمعة 24 جويلية 2009، والأكيد انه يجلب الصحراء الى بحر المهدية، الصحراء بأصواتها النقية وسمرتها البهية، وبفداحة العشق الذي انتاب منذ البدء السلالات الأولى التي تجذرت في كثبانها مثل واحات مضيافة ظلالها الكرم الحاتمي وعراجينها الشعر الصافي.
الأكيد أيضا أن المهدية بشبابها وشيبها تنتظر هذا الموعد بفارغ الصبر لتحتفي بالحياة كما ينبغي أن يكون الاحتفاء، ولتعانق الجنوب من خلال بلقاسم بوقنة وأغانيه البدوية العذبة، أمّا من كان مغرما بالفن الشعبي أو الأغنية الشبابية، فله نصيبه كذلك في سهرات عيد البحر الذي يختتم يوم الأحد 26 جويلية 2009 بسهرة الفن الشعبي مع الشاب سمير. | |
|
